بني وطاس
ينحدر بني وطاس (الوطاسيون) من فروع قبيلة زناتة البربرية في المغرب، بعد المرينيون، كانوا يسكنون الريف ،وتولّوا مراكز مهمة في بلاط المرينيين، إستولوا على السلطة بحكم الأمر الواقع. في عام 1420 قُتل السلطان ابو سعيد عثمان بن يعقوب فخلفه ابنه ونصّب ابو زكريا نفسه وزيراً . إستغل البرتغاليون الفوضى في الحكم فإستولوا على السبّتة وحاولوا فاشلين الحصول على طنّجة عام 1437. ومن جهة اخرى قُتل ابو زكريا في معركة ضد العرب في الريف، فخلفه وزيراً إحدى أقربائه والذي لحق حتفه في نفس الطريقة بعد عشرة سنوات. بذلك قرر عبد الحق سلطان المرينيون الحكم بالقوة قاتلاً السلطان الثالث ابن ابو زكريا و عائلته، وفي الوقت نفسه خرجت فاس من تحت سيطرة المرينيين الى يد الادارسة. فلم ينج من المذبحة إلا اخوان إثنان، أحد الناجين محمد الشيخ المهدي الذي فرّ إلى أصيلا .
عام 1471 استولى البرتغاليون على أصيلا وطنجة، أما في العام التالي محمد الشيخ أخذ فاس من الأدارسة مُنصّباً نفسه سلطاناً ومع ذلك لم تعترف به الممالك المستقلة المجاورة : تطوان، شفشاون، دبدو، فبذلك تكون مملكته لا تتعدّ فاس. في ذلك الوقت كانت مدن المضيق ( طنّجة، قصر الصّغير، السبّتة)، والساحل الاطلسي (صافي، أزمور، مازاغان) تحت الحكم البرتغالي، أما الجنوب كان في يد السعديين. حاول محمد الشيخ فرض الاصلاحات السياسية وتجديد التنظيم الاداري من الجيش والحرس واللذين كانوا مكوّنين من العرب ولكنه فشل. خلفه ابنه محمد البرتقالي (البرتغالي) الذي عاش في تلك البلاد الى عام 1471 مستضيفاً في بيته أبناء السعديين الذين في عام 1522 عادوا الى مراكش لقيام مملكة مستقلّة .
قضى ملوك الكاثوليك على الحكم الاندلسي عام 1492 بعد استيلائهم على غرناطة، مما ادى الى هجرة مسلمين الاندلس مستائين لعدم مشراكتهم في السلطة. أما وجود البرتغاليين، وزحف السعديون من الصحراء، و سقوط أيضاً المرابطون اللذين دعوا الى الجهاد ضد الغزو المسيحي أجبر الوطاسيون على الاستسلام. وفي عام 1549 إستولى السعديون على فاس وحكموا بالموت على أحمد الوطاسي وابنه عام 1551، مما أدى الى زوال الحكم وعودة السلطة الى آخر السلاطين (اخ البرتقالي الذي حكم لفترة قصيرة وقد خُلع من قبل ابن أخيه أحمد الوطاسي) والذي طلب مساعدة كارلو الخامس ملك البرتغال لأخذ فاس عام 1549، ولكن السلطة إنتهت في أيلول للسنة ذاتها مع موت آخر السلاطين.